نقشٌ من ثلاثة مقاطع على ضريح - سيلفيا بلاث

سيلفيا، سيلفيا الجميلة، هل رأيتِ كم كان القمر بديعا ليلة عيد ميلادك؟ مكتملا و لامعاً رغم غيوم الخريف. لقد أحببتِ القمر و أحببتِ المطر. و أحببتِ الكتابة عنهما وعن الحياة المتخمة بكل شيء. ولو أن شتاء 1963 لم يكن باردا لتلك الدرجة، ولو أن الشقة اللندنية الصغيرة تحملتكِ أكثر قليلاً لكنتِ اليوم تبلغين الثالثة والثمانين.

سيلفيا: الغضب الجميل، الموهبة التي لا تتعب من التمرين، الإبتسامة و الشعر الذهبي، إسمحي لي أن أقرأ إحدى قصائدك :

نقشٌ من ثلاثة مقاطع على ضريح - سليفيا بلاث


1.

مُتهادِيةً وعلى صفحة البحر اللازورديِّ
تتقدَمُ بوارِجُ حربية داخلَ زُجاجاتٍ
كُلٌ مِنها تَحمِلُ برقيةً موجهةً إليَّ .

"دَمري مِرآتَكِ و تجنبي المآسي"،
تشدو الأولى؛ "أقيمي على جَزيرةٍ صَامتةٍ
حيثُ المياهُ تمحو آثارَ الأقدام"

الثانيةُ تُغَني: "لا تستقبلي أي زير نساء رحَّالةٍ
يريدُ أن يلهو في المرفأ حتى الفجر،
إذ ثمةَ في قَدرِكِ غَازٍ "

الثَالثةُ تصرخُ بينما كُلُّ السُفنِ الأخرى تَغرقُ:
"هُنالِكَ أكثرُ مِن طَريقةٍ لأئقةٍ للغرق"

2.

فوقَ جزيرتي
حَشدٌ مِن النوارسِ اللماعةِ
ينقضُّ على عيني البحَّارِ المِقدام
الواقِع تحتَ بَللٍ و جوعٍ
الموجَةُ العملاقةُ التي تَقتحِمُ الأرضَ،
مُفترِسةً الحدائِقَ الخضراءَ بوصةً بوصةً .

الدَمُ يجري مُتسلسلاً عَبرَ أصابعِ اليدِ
التي تَرفعُ الغريقَ لتُسمهِ قِديساً .
عالياً، نَورسٌ طويلٌ يَقفُ في الريحِ،
مُعلناً بعدَ أن حلَّقتِ الطيورُ المُتخمة:
"هُنالِكَ أكثرُ مِن طَريقةٍ لائقةٍ للغرق" .

3.

عفاريتٌ كالجرادِ بآذانٍ خضراءَ مُستدقةٍ
على سيقانٍ أشبهُ بسيقانِ النباتِ تثِبُ عِندَ عتبةِ بابي ،
مُحاكيةً مطرَ النجومِ المتشظية .

حُجرتي صندوقٌ رَماديٌّ مُرتعِشٌ مع جِدارٍ
هُنا و هُناكَ و هُنالِكَ 
ثمَّ نافِذةٌ تُثبِتُ أنَّ السماءَ لغوٌ صِرفٌ
يُخفي غِطاءَ صندوقٍ رَماديٍّ ضخمٍ
حيثُ وضعَ الربُّ جميعَ الرجالِ الملائكيينَ .

مَوجةٌ عُشبيةٌ تنقشُ على الحَجرِ:

"هُنالِكَ أكثرُ مِن طَريقةٍ لائقةٍ للغرق"

هل تريد التعليق على التدوينة ؟